هل أنت حرّ ٌ في مالك؟

هل أنت حرّ ٌ في مالك؟

بعض الناس عندما تقدّم لأحدهم نصيحة بأن يوازن أو يقتصد في مصاريفه الخاصة , أو تقول له: خبىء قرشك الأبيض ليومك الأسود, أو ماشابه من عبارات تقصد فيها أن يكف عن الاسراف أو التبذير , وغالبا ما يصفعك بعبارة تقول: طبْ وانت مالك؟ مالي وأنا حرِّ فيه..
فهل حقا ما يقوله بأنه حرٌ في ماله؟
الاجابة نجدها في كتاب الله عزوجل. حيث يقول المولى تبارك وتعالى في سورة الأعراف 31:

وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحبّ المسرفين

هذه النصف الآية الكريمة جمعت الطيّب كله, هكذا قال عنها العلماء رحمهم الله, وروىالامام البخاري رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما:كل ما شئت والبس ما شئت , ما أخطأك خُصلتان: سَرْفٌ ومَخْيَلَة ٍ وأحلّ الله الأكل والشربَ, ما لمْ يكنْ سَرْفاً ومَخْيَلَةٍ.

وروى كل من الأئمة أحمد والـَنسَائي وابن ماجة رحمهم الله في الحديث الصحيح: كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا من غير مخيلة ولا سرف, فانّ الله يحبّ لأن يرلى نعمته على عبده.

وروى الامام أحمد والترمذي والنسائي رحمهم الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما ملأ ابن آدم وعاءٍ شرّاٍ من بطنه, حسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه, فان كان فاعلا لا مَحالى ٍ , فثلث لطعامه, وثلث لشرابه, وثلث لنـَفـَسَهَ.

وعلى ذمة أحد الأخوة العرب ممّن تلقوا تعليمِهم الجامعي في ألمانيا, فانّ هذا الحديث الشريف مكتوبا على باب كلية الطب في جامعة برلين.

والناظر بعين البصيرة في هذه الآية الكريمة أنّ الاسراف في المأكل والمشرب يغدو حراما بالرغم من أنه حلال, وروى الحافظ والموصلي والدار القطني رحمهم الله حديثا مفاده: انّ من السَّرْف ِ أن تأكل كل ما اشتهيت.

وقوله تعالى في سورة الاسراء:

وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تـُبذر تبذيرا* انّ المبذرين كانوا اخوان الشياطين وكان الشيطان لربّه كفورا

وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الحديث الصحيح:

يقول ابن آدم: مال مالي, وهل لكَ مِنْ مالكَ الا ما أطلت فأفنيتَ, وما لبست فأبليتَ, وما تصدّقت فأمضيتَ, وما سوى ذلك فذاهب وتاركه للناس, فالدنيا دار من لا دار لهُ, ولها يجمعُ مَنْ لا عقلَ لهُ

تقبل مرورى

سلمت يمناك حبيتي الغاليه بطوطه على الفتوى الرائعه يارئعه في الطرح والاسلوب ربنايكرمك

يسلمووووووو والله يعطيك العافيه

اشكركم على مروركم الغالى